الظلم ظلمات في الاخرة، ونزع للبركات في الدنيا
الحمد الله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما كما جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا"؛ وصلى الله وسلم وبارك على نبي الرحمة القائل محذرا من دعوة المظلوم: "واتقوا دعوة المظلوم فإنها ليست بينها وبين الله حجاب".
فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل
..{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء..} [ابراهيم:43،42]
. وقوله سبحانه}..: أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ..} [القيامة:36].
وقوله تعالى: ..{ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ..} [القلم:45،44].
وقوله : { إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته }،
ثم قرأ: "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102]،
وقوله تعالى:{.. وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ..} [الشعراء:227].
وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك
وتذكر أيها الظالم: قول الرسول : { لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء } [رواه مسلم].
أخي وأختي
قد تكره الظلم فتقع فيه دون قصد أو إرادة
لأن الظلم ربما يأتي من ابسط الامور كألتسرع في اتخاذ القرارات
فعليك بالتأنيّ قبل اصدار الحكم الطائش كي لاتظلم
فكم من ظلم أتى بسبب اتهام
وكم من ظلم حصل بسبب الشكّ
وكم من ظلم وقع بسبب سؤ الظن " ان بعض الظن اثم "
اما الظلم القاهر فهو الظلم والكذب المتعمد
قال الشاعر:
لا تـظـلـمـنّ اذا ما كنت مقتـدرا ... فالظـلم ترجع عقـباه الى الـندم
تـنام عيـناك والمظلـوم منـتبـه ... يـدعو عليك وعيـن الله لم تـنم
********
البهتان
البهتان: - وهو إتّهام المؤمن، والتجني عليه، بما لم يفعله، وهو أشد إثماً وأعظم جرماً من الغيبة، كما قال اللّه عز وجل: «ومن يكسب خطيئة أو إثماً، ثم يَرمِ به بريئاً، فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً»
(النساء: 112).
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «من بهت مؤمناً أو مومنة، أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه اللّه تعالى يوم القيامة على تلٍّ من نار، حتى يخرج مما قاله فيه»(1).
البهتان
لفظ قرآني وحديثي ذو مفهوم أخلاقي. وهذ اللفظ من مادّة ( بَهَتَ ) بمعنى: دَهِش وتَحيّر، وبمعنى: عَجِزَ. وهو في اللغة يدلّ على الكذب والافتراء ....
والبهتان في الاصطلاح القرآني والحديثي والأخلاقي يراد به القول على شخص ما لم يفعله . واستناداً إلى مصادر اللغة والتفسير، فإنّ إطلاق كلمة البهتان نابع من الافتراء والكذب على شخص ممّا يجعل المفترى عليه مبهوتاً متحيّراً لدى سماعة ما نُسب إليه كذباً. وتذكر بعض المصادر أن المراد بالبهتان مجرّد الكذب والافتراء الذي يؤدّي إلى البَهْت والحيرة
استُعملَتْ لفظة البهتان في القرآن الكريم 6 مرّات. وبيّنت الآية 112 من سورة النساء المفهومَ القرآني للبهتان في أن ينسب الإنسانُ ما ارتكب من خطيئة أو إثم إلى شخصٍ آخر : ..{ومَن يَكسِبْ خَطيئةً أو إثماً ثُمّ يَرْمِ بهِ بَريئاً فَقَد احتَملَ بُهتاناً وإثماً مُبيناً ..}. ويذكر بعض المفسرين أن إيذاء المؤمنين بلا ذنب إنّما يُعدّ من البهتان كما يُفهم من الآية 58 من سورة الأحزاب: ..{ والذينَ يُؤذونَ المؤمنين والمؤمناتِ بغيرِ ما اكتَسَبوا فقدِ احتَمَلوا بُهتاناً وإثماً مُبيناً .}
**** اللهم إني عفوت عمن ظلمني فاعفو عني ****