السلام عليكـــم
أكثر ما يميز جلد إنسان عن غيره من البشر هو اللون، وقد عاني أصحاب الجلد الأسود عبر الزمان من التفرقة العنصرية والتمييز ضدهم، وقبل ظهور الإسلام كان العرب لا يعترفون للأسود بأية حقوق، وكانت مكانة السود الاجتماعية تأتي في ادني المراتب، وبعد ظهور الإسلام استمرت ظاهرة التمييز العنصري ضد السود من التقاليد الاجتماعية التي يتعامل بها العرب، فأراد الرسول 'صلي الله عليه وسلم' بحكمته ان يقضي علي هذه الظاهرة ويلقن العرب درسا حول التمييز العنصري لا ينسونه أبدا، وفي ذات يوم احتدم النقاش بين الصحابي أبي ذر الغفاري وأحد الزنوج فما كان منه إلا ان قال له.. يا ابن السوداء وهنا تحين الرسول 'صلي الله عليه وسلم' الفرصة لهذا الدرس الذي طال انتظاره فقال: ' أعيرته بأمه 'أي عيرته بلونه' إنك امرؤ فيك جاهلية، طف الصاع طف الصاع 'أي جاوز الأمر كل حد' ليس لابن البيضاء علي ابن السوداء فضل إلا بالتقوي، ثم نظر إلي ابي ذر وقال له: انظر.. فانك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا ان تفضله بتقوي الله، فندم الصحابي الكبير علي فعلته أشد الندم والصق خده بالارض وقال للزنجي قم فطأ علي خدي' وبذلك الدرس العملي محا الرسول 'صلي الله عليه وسلم' نهائيا من المجتمع كل نزعة إلي التفرقة العنصرية وفي دراسة عن الجلد في العلم والاديان السماوية الثلاث للدكتور إبراهيم خليل يؤكد ان العلم الحديث أثبت علمية حديث رسول الله 'صلي الله عليه وسلم' السابق ذكره بعد اكتشاف ان جميع البشر يولدون وعدد خلايا الميلانين في بشرتهم *المادة المسؤولة عن لون البشرة* متساوي وثابت عند جميع المواليد سواء كانوا بيضا أو سودا، فلا فرق بالفعل بينهم، وهو نفس المعني الذي أكده الرسول 'صلي الله عليه وسلم' في خطبة الوداع عندما قال:" ان ربكم واحد وان اباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، ان اكرمكم عند الله اتقاكم، ليس لعربي علي اعجمي ولا لاعجمي علي عربي ولا لأحمر علي أبيض ولا لأبيض علي أحمر فضل إلا بالتقوى.." وتؤكد الدراسة انه من آيات الاعجاز المتعلقة بالجلد قوله تعالي: 'الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلي ذكر الله' فهي تبين ان الجلد يفهم القرآن جيدا لهذا فانت تراه يقشعر عند سماع آيات التهديد والوعيد نتيجة لاحساسه بالخطر.
منقول