الدلال يعني عند الأطفال الانتماء، وهو حق من حقوق الطفل حتى لو أسرف البعض فيه، فإن للدلال أهمية كبيرة في تكوين الحواس وإنشاء معايير خاصة لجميع المحيطين به، فهذا يتمادى الطفل في الدلال معه فهو قريب من الدرجة الأولى، وذلك يعرض عن التعامل معه فإنه غريب وثالث تتوسط مقاييس الدلال معه إنه صديق الأب أو قريبة الأم هكذا تتولد المعرفة الفطرية من خلال الدلال فيعتقد البعض أنه من أسس فساد الشخصية ولا يجعل الطفل (الولد) يهيئ نفسه للرجولة.
وكذلك الحال بالنسبة (للبنت) حيث عليها ألا تتدلل كي تصبح فتاة مهذبة ومن ثم امرأة صالحة، وهذا مفهوم خاطئ فالذين يحرمون أطفالهم من الدلال بدعوى مستقبل أفضل هم أنفسهم الذين يفسدون مستقبل أبنائهم حيث يصنعون بتصرفهم هذا شخصيات انهزامية ليس لها حق فالحرمان من عوامل التربية السلبية ينمو ويكبر مع نمو الأطفال فيخلق الانكسار والتردد في شخصيات صغيرة خضراء ما جنت على أحد ولكنها ضحية فكرة قديمة بالية.
ويؤكد علماء النفس أن الاهتمام الزائد بالاطفال لا يعد افراطا في التدليل خاصة في حالات الأطفال التي في طور النمو العاطفي والنفسي والادراكي بل من غير الآمن عدم تدليلهم.
فجعل الطفل في محور الاهتمام يجعله شخصاً مستقلاً معتزاً بنفسه بعيداً عن الأمراض النفسية مثل السلبية، الخوف، عدم الثقة بالنفس وهكذا أمور فإنه دائما يحتاج إلى مكانة خاصة فإن لم يتشبع بها في محيطه الأسري الصغير فإنه لن يستطيع التعايش بنفس المكانة في المجتمع بأكمله وعادة ما يشعر بالتوتر والانزعاج ويترتب على ذلك الانطواء وعدم القدرة على المواجهة وفي هذه الحالة يكون النجاح بعيد المنال، الدلال حق يجب تلبيته مثل تلبية المتطلبات الجسدية كالجوع والعطش والملبس وما إلا ذلك والغريب أن هناك الكثير من الذين يوفرون الطعام ولا يوفرون الدلال لأن الطعام حق والدلال منحة أو هبة.