السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم هي صادقة هذه المقولة .. ( لا تنظر الى الوراء)
على أنني أدرك تماما أنه يوجد في هذا الوراء أشياء جميلة وطيبة وحسنة..
بل ربما أحلى أيامنا ( أيام الطفولة ) تكمن في الوراء وتسكن الماضي.. وكثير من اللحظات الممتعة سكنت الوراء.. بيد أني متمسك بنصيحتي ( لا تنظر الى الوراء) وذلك :
أننا في الغالب اذا أدرنا عقولنا للخلف فاننا سنشاهد كثيرا من الصور السلبية والمواقف المؤلمة التي كانت سببا في أحيان متعددة لترسيخ مفاهيم وقواعد خاطئة في حياتنا ..
ولهذا اذا اردنا أن نتأكد من جدوى هذه النصيحة فلنسأل أنفسنا ..
هل نحن على درجة كبيرة من الثقة بالنفس اننا اذا حركنا عقولنا للوراء ألا نلتفت الا لما هو إيجابي؟
إنني أزعم ان أكثرنا سيظن انه قادر على التحكم في عقله لكنه بمجرد رجوعه لماضي حياته فلن يحلق الا في سماء ( الأخطاء) وفي بحور
( الزلات) وحتى لو التفت الى مواقفه الجميلة فسوف يملها ( نعم يملها) وذلك أن العقل البشري في غالب وقته يبحث عن التفكير السلبي حتى يتم التحكم به والسيطرة عليه كما تشير الى ذلك الدراسات المعاصرة ..
وايضا فالعقل يستمتع بالجميل في الحاضر والمستقبل ولكنه يمله في الماضي وذلك إما لأنه فقده أو لأنه جميل من وجه وهو في حقيقته بخلاف هذا فيكون مصدر إزعاج
وبعض الناس قد يكون نظره للماضي سلبيا من ناحية أخرى معاكسة..
فالبعض منا يكون ماضيه خيرا من حاضره.. فهو كثير الحنين الى الماضي لانه فعل كذا وأنجز كذا فيكون هذا مثبطا أحيانا أو سببا للتكاسل فهو يتغنى بالماضي ويدع الحاضر فالمهم من تكون أنت في هذه اللحظة و(الأعمال بالخواتيم)
ومن أجل هذا كان الأنسب للانسان دوما أن يعود نفسه النظر الى المستقبل.. الى ان يشغل نفسه بما سيصنعه الآن .. عليه أن يهتم باللحظة والساعة المعاصرة لانها هي التي ستشكل سلوكه وقواعد حياته .. فالنظر للخلف لن يصنع شيئا..
ان المنجزين والقادرين على صناعة التفوق في حياتهم وحياة الآخرين هم في حقيقة الأمر لا يعرفون من الماضي سوى دروسه وعبره ومواقفه الجميلة..
اما مواطن الزلل والضعف فقد محوها من ذاكرتهم باقتدار ولم يتم هذا بمعجزة خارقة بل بقرار حازم وقدرة فائقة على التحكم في الفكر
ثق تماما ان الماضي لا يعود..
وان عادت مواقفه للواقع مرة أخرى فهي تجربة مستقلة فاهتم بهذه اللحظة وأولها عنايتك الفائقة.. طور من نفسك وتعلم كل لحظة شيئا مفيدا
( ودع الذكر لأيام الصبا .. فلأيام الصبا نجم أفل)
عش يومك بما يكتبه الله لك وارض بقضائه وقدره ولا تجزع فانه
( ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن)
وان نظرت الى الوراء يوما وندمت فلا تقل
( لو أني فعلت كذا لكان كذا)
واعلم
( أن مع العسر يسيرا)