بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله المصطفى حتى يرضى رب محمد وبعد:
قال تعالى في محكم تنزيله من سورة الشورى [الآية:15]:{ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } .
هذا موضوع بسيط وهو مجرد مساهمة في قافلة ومسيرة الدعوة الى الله , وهو يركز على "كيفية" هذه الدعوة , ذلك ان الحاجة الآن الى معرفة هذه الكيفية باتت ملحة .
1-أهمية حمل الدعوة الاسلامية: ( حمل الدعوة) كلمتان ثنتان ,(حمل )و ( الدعوة ) , فالحمل شيء والدعوة شيء آخر ,أما الدعوة فهي مجموعة الافكار والاحكام الشرعية الاسلامية ,او هي الاسلام كله ,وأما الحمل فهو التبليغ ,بمعنى أنه تبليغ الناس الافكار والاحكام الشرعية الاسلامية وحمل الدعوة هو عمل الانيياء والمرسلين , وعمل من تبعهم وسار على نهجهم . والدعوة هي فعل امالة وترغيب .فأن تدعو انسانا الى الاسلام معناه انك تميله الى ما تدعوه اليه وترغبه فيه . لذلك لا تقتصر الدعوة الى الاسلام على القول فقط , بل تشمل كل ما يميل ويرغب من قول او عمل ,ولذلك تحمل الدعوة بلسان الحال ولسان المقال . ويعطي المسلم بالتزامه المثل الحي لما يدعو له بلسانه , ويبين صورة الاسلام الحقيقية بالتزامه الحق .
وان حمل الدعوة هو افضل عمل واكرمه على الاطلاق ,وحيث ان حمل الدعوة هو كذلك , فانه ولا شك من أعظم الواجبات , بل ان جميع الواجبات الشرعية لا تتم الا به ومحصلة له .
قال تعالى :{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } .
والدعوة الى الله واجبة وهي عبادة يتقرب بها الداي الى ربه ,ويعلم ان مقامها رفيع , يرفعه الله بها في الدنيا والآخرة .
والدعوة الى هي مهمة الانبياء الذين قاموا بها , واقاموا عن طريقها دين ربهم .
قال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } .
وقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا,وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا } .
فرسولنا الكريم بلغ الاسلام ونصح الامة وكان شاهدا على الناس بما دعاهم اليه في الدنيا حتى انه كان يستشهدهم ويطلب من الله سبحانه ان يشهد له ,وها هو في حجة الوداع يقول :"...الا هل بلغت ؟ الله فاشهد ". فالدعوة هي ارث النبي صلى الله عليه وسلم لامته ,نحافظ عليه ان اردنا ان نحافظ على الاسلام فينا .
لانه لا يتصور وجود مؤثر للاسلام من غير دعوة توجده .
ولا يتصور نقاء الاسلام في نفوس اتباعه من غير دعوة تنقيه من غبش الافكار المنحرفة وتأثره بها .
ولا يتصور اقامة الاسلام من غير دعوة تقيمه .
ولا يتصور انتشار قوي للاسلام من غير دعوة تنشره .فلولا الدعوة الاسلامية لما قوي الدين ولما انتشر ,ولما حوفظ عليه , ولما اقيمت حجة الله على خلقه .
فبالدعوة الى الاسلام يعود الاسلام الى سابق عزه وقوة وجوده وما احوجنا اليوم الى ذلك .
وبالدعوة الى الاسلام ينتشر الاسلام بين الناس جميعا ,ويكون الدين كله لله . وما احوج العالم اليوم الى ذلك .
وبالدعوة الى الاسلام تظهر حجة المسلم ,وتقطع حجة الكافر , ولا يعذر في تركه الاسلام ..
منقول للفائدة